زراعة البطاطس الصيفية في مصر.. طرق الزراعة والري

تُعد زراعة البطاطس الصيفية في مصر من الممارسات الزراعية الأساسية التي يعتمد عليها المزارعون لتحقيق عائد اقتصادي مستقر، خاصة مع الطلب المرتفع على البطاطس طوال العام سواء في السوق المحلي أو لغرض التصدير، وتتميز العروة الصيفية بأنها أولى عروات العام، وتُزرع في وقت حساس من حيث المناخ، مما يتطلب دقة في اختيار التوقيت ومراعاة مجموعة من العوامل لضمان إنتاج وفير وجودة عالية.
موعد زراعة البطاطس الصيفية
يبدأ موسم زراعة العروة الصيفية في مصر من منتصف ديسمبر ويستمر حتى منتصف يناير، وتُستخدم فيها التقاوي المستوردة من الدول الأوروبية التي يتم حفظها في ثلاجات مبردة حتى وقت الزراعة، هذا التوقيت يتناسب مع درجات الحرارة المعتدلة نسبيًا، خاصة في محافظات الوجه البحري التي تُعد الأنسب لزراعة هذه العروة، ومنها الغربية والمنوفية والدقهلية والبحيرة.
أهمية العروة الصيفية
تُعد العروة الصيفية من العروات الرئيسية في مصر، ويُستفاد منها في إنتاج جزء كبير من التقاوي المستخدمة في العروة التالية وهي العروة النيلية. كما يتم تسويق البطاطس الناتجة عن هذه العروة للاستهلاك المحلي بكميات كبيرة، خاصة في شهري أبريل ومايو، حين يقل وجود البطاطس الطازجة في السوق.
تجهيز التربة وموقع الزراعة
نجاح زراعة البطاطس الصيفية يعتمد بشكل كبير على جودة التربة وموقع الزراعة. يُفضل اختيار أراضٍ خفيفة جيدة التهوية والصرف مثل الأراضي الرملية أو الطينية الخفيفة، مع تجنب الأراضي الثقيلة سيئة التصريف. يجب حرث الأرض مرتين على الأقل مع إضافة السماد العضوي المتحلل قبل الزراعة، ثم تسويتها جيدًا وتجهيز خطوط الزراعة بعرض مناسب يسهل معه خدمة المحصول والري.

اختيار التقاوي ومعالجتها
تُستخدم في هذه العروة تقاوي مستوردة غالبًا ما تأتي من هولندا أو فرنسا أو ألمانيا، ويجب أن تكون معتمدة وخالية من الأمراض خاصة مرض العفن البني والفيروسات. قبل الزراعة، يتم إخراج التقاوي من الثلاجات وتركها لعدة أيام حتى تظهر البراعم، وتُجرى عليها عملية تقطيع إن لزم الأمر مع معالجة الجروح بمطهرات فطرية لضمان عدم إصابتها بالأمراض في بداية الزراعة.
طريقة الزراعة والري
تُزرع البطاطس الصيفية يدويًا أو آليًا حسب الإمكانيات المتاحة، مع وضع الدرنات على عمق يتراوح بين 10 إلى 15 سم في خطوط الزراعة. يجب أن يكون الري منتظمًا مع تجنب الغمر أو التشبع بالمياه، خاصة في المراحل الأولى بعد الزراعة وحتى بداية التزهير. كما يُراعى تقليل الفترات بين الريات مع ارتفاع درجات الحرارة، لتفادي تعفن الدرنات أو الإصابة بالأمراض الفطرية.
برنامج التسميد المناسب
يجب أن يكون التسميد متوازنًا ومتناسبًا مع مرحلة نمو النبات. في البداية، يُنصح بإضافة الأسمدة الفوسفاتية والنيتروجينية لتقوية النمو الخضري، ومع بداية التزهير وتكوين الدرنات يُضاف السماد البوتاسي لتحسين جودة وحجم المحصول. ومن المهم تقسيم كميات السماد على دفعات ومتابعة النبات لرصد أية أعراض نقص.
الآفات والأمراض في البطاطس الصيفية
من أبرز التحديات التي تواجه زراعة البطاطس في هذه العروة هو انتشار بعض الآفات مثل دودة درنات البطاطس والمنّ والعنكبوت الأحمر. كما تكثر الإصابة بالأمراض الفطرية مثل اللفحة المبكرة والعفن الجاف. ولهذا يجب اعتماد برنامج مكافحة متكامل يشمل الفحص الدوري واستخدام مبيدات آمنة وفعالة بجرعات مناسبة وتحت إشراف مهندس زراعي متخصص.