يعتبر البرسيم واحدًا من أهم المحاصيل المستخدمة كعلف أخضر، خاصةً خلال فصل الشتاء، حيث يلعب دورًا رئيسيًا في دعم المزارعين من ناحية توفير الغذاء للحيوانات، بالإضافة إلى ذلك، يساهم البرسيم بشكل كبير في تحسين خصوبة التربة وتعزيز خواصها الطبيعية والكيميائية، إذ يضيف حوالي 130 كيلوغرامًا من الآزوت لكل فدان مع نهاية الموسم.
ومع اقتراب فترة الزراعة، يكون المزارع بحاجة إلى الحصول على معلومات دقيقة حول أساليب الزراعة المناسبة، بالإضافة إلى الإرشادات المتعلقة بالري، التسميد، ومكافحة الآفات لضمان تحقيق أفضل إنتاجية.
موعد زراعة البرسيم
وفي هذا الإطار، يتناسب النصف الأول من شهر أكتوبر كأفضل وقت لزراعة البرسيم، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة قبل هذا الموعد، فالزراعة المبكرة قد تؤدي إلى موت البادرات نتيجة الحرارة العالية، في حين أن تأخير الزراعة مع انخفاض درجات الحرارة يمكن أن يتسبب في توقف نمو البادرات أو تقزم النباتات وتأخرها في الحش.
وتُعد الأراضي المصرية عمومًا مناسبة لزراعة البرسيم بشرط أن تكون قادرة على الاحتفاظ بالرطوبة، مع استثناء الأراضي التي ترتفع فيها نسبة الملوحة، حيث لا تكون زراعة البرسيم ناجحة فيها.
طرق زراعة البرسيم
أولاً: الزراعة على اللمعة
يتم تجهيز مهد مناسب للبذور عبر عملية حرث متعامدة مع التزحيف، مما يجعل التربة ذات نعومة متوسطة ومتماسكة بشكل معتدل ومستوية، كي لا تنزلق البذور إلى الأسفل أثناء الري، خصوصاً مع صغر حجمها.
بعد ذلك، تُغمر الأرض بالماء تدريجياً حتى تتشبع، ثم تُبذر البذور مباشرة في الماء إذا كانت الأرض مستوية أو بعد عملية التلويط. ومع ذلك، تُعتبر هذه الطريقة أقل تفضيلاً بسبب استهلاكها الكبير للمياه.
ثانياً: الزراعة الجافة العفير
تنقسم هذه الطريقة إلى قسمين:
– العفير البدار: تُحرث الأرض وتُزحف ثم تُقسم إلى أحواض. تُنثر البذور يدوياً بشكل جيد، ثم تُغطى باستخدام الزحافة، يلي ذلك ري الأرض برية خفيفة مباشرة.
– العفير على سطور: تُحرث الأرض وتُزحف وتقسم إلى أحواض باستخدام آلة التسطير، مع الحرص على أن يكون عمق البذور بين 1.5 إلى 2 سم، والمسافات بين السطور تتراوح بين 10 إلى 15 سم. بعد ذلك، تُروى الأرض. هذه الطريقة مناسبة للتربة الرملية والخفيفة، وتُعد الزراعة الجافة أكثر كفاءة مقارنة بالزراعة على اللمعة، حيث تسهم في تقليل استهلاك المياه وتوجيه الموارد نحو استصلاح الأراضي الجديدة.
التوقيت المناسب لحش البرسيم
لتحقيق أعلى إنتاجية، يُنصح بعملية الحش عندما يبلغ ارتفاع النبات ما بين 40 إلى 50 سم، حيث يترافق ذلك مع زيادة المحصول وتحسين القيمة الغذائية، يجب أن يتم الحش عند منطقة الكرسي على ارتفاع يتراوح بين 5 إلى 7 سم من سطح الأرض، وذلك لضمان إنتاج أكبر عدد من الفروع في النبات، ومن المهم مراعاة أن الحش الجائر يُؤدي إلى انخفاض المحصول الخضري بما يقارب 7 إلى 8 أطنان خلال موسم النمو.
