تُعد الحمى القلاعية واحدة من أكثر الأمراض الفيروسية المعدية التي تُصيب الحيوانات المجترة مثل الأبقار والجاموس، وتُمثل خطرًا اقتصاديًا كبيرًا على الثروة الحيوانية في مصر والعالم، نظرًا لتأثيرها المباشر على إنتاجية الألبان واللحوم، إلى جانب معدلات النفوق المرتفعة في الحيوانات الصغيرة، وتُعد برامج التحصين والتطعيم المنتظم هي الوسيلة الأكثر فاعلية للوقاية من المرض والحد من انتشاره بين القطعان.
مرض الحمى القلاعية
الحُمّى القلاعية مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الأبقار والجاموس والأغنام والماعز وبعض الحيوانات البرية، ويُسبب الفيروس ارتفاعًا في درجة الحرارة، وتكوُّن بثور على الفم واللسان والضرع وبين الأظلاف، مما يؤدي إلى ضعف الشهية، انخفاض إنتاج اللبن، وصعوبة الحركة نتيجة التقرحات.
وتنتقل العدوى بسرعة كبيرة بين الحيوانات عن طريق التنفس أو ملامسة الأدوات أو التربة أو الأعلاف الملوثة بالفيروس، وهو ما يجعل السيطرة على المرض أمرًا معقدًا يتطلب خططًا وقائية صارمة.
أهمية التطعيم ضد الحمى القلاعية
نظراً لخطورة المرض وسرعة انتشاره، تُولي الهيئة العامة للخدمات البيطرية في مصر أهمية كبيرة لملف التحصين ضد الحمى القلاعية، وتُنظم حملات قومية دورية لتحصين جميع رؤوس الأبقار والجاموس في مختلف المحافظات، خاصة في المناطق الريفية التي تحتوي على أعداد كبيرة من الماشية.
ويُعد التحصين المنتظم هو خط الدفاع الأول للحماية من المرض، حيث يؤدي إلى تقوية الجهاز المناعي للحيوان ويقلل من فرص الإصابة أو المضاعفات في حال العدوى.
مواعيد تطعيم الحمى القلاعية
يتم تطعيم الأبقار ضد الحمى القلاعية ثلاث مرات سنويًا في مصر ضمن برامج التحصين القومي، وتبدأ الحملات عادة في شهور فبراير، يونيو، وأكتوبر، لضمان تغطية شاملة لجميع الحيوانات خلال العام.
وتُنفذ هذه الحملات من خلال الوحدات البيطرية المنتشرة في مختلف المراكز والقرى، حيث يقوم الأطباء البيطريون بزيارة المزارع والعزب والحقول لتحصين الحيوانات مجانًا أو برسوم رمزية.
ويجب على المربين الالتزام بمواعيد التحصين وعدم التأخر في تقديم حيواناتهم عند الإعلان عن بدء الحملات، حيث أن أي تأخير قد يعرض الحيوان للإصابة، خصوصًا في فترات الانتشار الموسمي للفيروس والتي غالبًا ما تكون في فصلي الشتاء والربيع.
شروط ومتطلبات قبل وأثناء التحصين
من المهم قبل البدء في تطعيم الأبقار التأكد من خلوها من أي أمراض أخرى أو إجهاد بدني. ويفضل عدم تطعيم الحيوانات المريضة أو التي تعاني من ضعف شديد حتى لا يؤثر ذلك على استجابة الجسم للقاح. كما يُراعى أن يكون الحيوان قد مر عليه ما لا يقل عن أسبوعين بعد أي عملية نقل أو ولادة قبل التطعيم.
في أثناء التحصين، يجب تثبيت الحيوان جيدًا لتفادي أي إصابات أثناء الحقن، ويتم إعطاء اللقاح تحت الجلد في منطقة الرقبة أو الفخذ، ويُسجل رقم الحلقات وتاريخ التطعيم في دفاتر رسمية لمتابعة الحالة الصحية.
هل تطعيم الأبقار ضد الحمى القلاعية إلزامي؟
نعم، تُلزم الحكومة المصرية جميع مربي الأبقار والجاموس بالمشاركة في حملات التحصين القومي، وعدم الالتزام قد يعرضهم للمساءلة القانونية، خاصة أن الإهمال في هذا الأمر يُهدد الصحة العامة ويساهم في انتشار المرض إلى مناطق أخرى، وتقوم لجان من الهيئة البيطرية بمتابعة الاستجابة للحملات وتحرير محاضر مخالفة في حال الامتناع عن تحصين الحيوانات.
