الزراعة

كيف تعرف أن التربة صالحة للزراعة؟.. الخصائص والأنواع

تشكل جودة التربة العامل الأساسي في نجاح أي عملية زراعية، حيث تلعب دوراً محورياً في توفير العناصر الغذائية والماء والتهوية اللازمة لنمو النبات، وفي ظل ازدياد اهتمام المزارعين بتحسين إنتاجهم، يظل فهم خصائص التربة الجيدة ضرورة ملحة لضمان زراعة ناجحة ومحصول وفير.

أنواع التربة الصالحة للزراعة

أنواع التربة التي تُستخدم في الزراعة تنوّعها يتيح زراعة محاصيل مختلفة وفقاً لخصائص كل نوع، وفيما يلي أبرز أنواع التربة وخصائصها:

التربة الرملية

تمتاز بمسامية عالية جدًا وقدرتها الممتازة على تصريف الماء مقارنة بأنواع التربة الأخرى. ومع ذلك، لا تحتفظ بالعناصر الغذائية لفترات طويلة، مما يؤدي إلى استهلاك النباتات المزروعة فيها لهذه العناصر بسرعة. لذا، تحتاج إلى التسميد الدوري لضمان نمو المحاصيل بنجاح. تعتبر مناسبة لزراعة خضروات الأعشاب الجذرية، والأعشاب مثل الزعتر والبرسيم، بالإضافة إلى الأشجار كالتين والرمان.

التربة الطينية

تتكون من الرمل والطين وتشتهر بحفاظها على الماء لفترات أطول مقارنة بالتربة الرملية. تتمتع بتهوية جيدة، ما يجعلها ملائمة للنباتات التي تحتاج إلى كثافة ري ومكان مناسب لنمو الجذور. تُعتبر بيئة مثلى لزراعة محاصيل مثل القطن وقصب السكر والقمح والطماطم.

التربة الطباشيرية

هذه التربة ذات طبيعة قلوية مرتفعة، ما يؤدي إلى مستوى عالٍ من الحموضة فيها، ويستدعي معالجة الحموضة قبل بدء الزراعة. على الرغم من ذلك، يمكن زراعة بعض المحاصيل فيها مثل الملفوف والسبانخ والذرة. كما أنها غنية بمكوّنات الطباشير التي تؤثر على خصائصها العامة.

تربة الخث

تُصنّف كتربة ذات نسبة حموضة مرتفعة جدًا. للاستفادة منها، يجب خلطها مع السماد أو المواد العضوية لتقليل الحموضة. تُعد خيارًا جيدًا لزراعة البقوليات بجميع أنواعها، إضافة إلى المحاصيل مثل السبانخ والملفوف.

التربة الحمراء

تتميز بمحتواها العالي من الحديد الذي يُكسبها اللون الأحمر اللافت. تتكون من الطين والرمل، وهي صالحة لزراعة مجموعة من المحاصيل، مثل الفول السوداني والتبغ والقطن.

التربة السوداء

تشكلت هذه التربة من صخور الحمم البركانية وتتميز بكونها غنية بالطين. توفر بيئة مثالية لنمو محاصيل مثل القمح والتبغ وقصب السكر، مما يجعلها من أفضل الأنواع للزراعات المختلفة.

خصائص التربة الصالحة للزراعة

هناك خصائص عديدة يجب أن تتوفر في التربة لتكون صالحة للزراعة وداعمة لنمو النباتات والمحاصيل المختلفة، ومن أبرز هذه الخصائص:

تركيبة التربة

تشكل جزيئات التربة، باستثناء الجزيئات الرملية، نسيجًا متراكمًا يطلق عليه بنية التربة أو تركيب التربة. تؤثر هذه البنية بشكل كبير على كفاءة التربة الزراعية، حيث تسهم في تهويتها، وامتصاص الماء، وتحفيز نمو الجذور، بالإضافة إلى استيعاب العناصر الغذائية المضافة وتحسين التخلص من الغازات المتراكمة داخلها.

مسامية التربة

تعبر مسامية التربة عن الحجم الإجمالي للفراغات بين مكوناتها. في التربة المثالية، يُملأ نصف هذه الفراغات بالماء والنصف الآخر بالهواء، ما يساعد الجذور على النمو ويوفر بيئة صالحة للكائنات الحية داخل التربة. وتكون المسامية على شكل شبكة مترابطة من الفراغات، حيث أن التربة الخشنة النسيج غالبًا ما تكون أقل مسامية مقارنة بالتربة الناعمة مثل التربة الطينية والرملية.

انضغاط التربة

يؤثر انضغاط التربة سلبًا على مساميتها من خلال تقليص حجم الفراغات، مما يؤدي إلى تقليل كمية الماء والهواء فيها. يظهر هذا التأثير بشكل أوضح في التربة الطينية نتيجة استخدام المعدات الثقيلة، مثل الجرافات وآلات الحراثة، التي تمارس ضغطًا على سطح التربة.

جودة التربة

تعد جودة التربة عاملًا رئيسًا في نجاح نمو المحاصيل. تشمل هذه الجودة الخصائص الفيزيائية والكيميائية التي تتأثر باستخدام الأسمدة وطرق الري المناسبة، وهو ما ينعكس على خصوبة التربة وكفاءتها الإنتاجية.

التأكد من خلو التربة من السموم

من الضروري أن تكون التربة صحية وخالية من المواد السامة التي قد تؤدي إلى إعاقة نمو المحاصيل أو تلوثها أو تدهور خصائصها. كذلك، يتسبب تغير درجة حموضة التربة في خلل بالمواد الكيميائية المتوفرة فيها أو نقص بعضها، مثلما يحدث عند انخفاض الحموضة الذي قد يؤدي إلى تسمم النبات بعناصر مثل الحديد والمغنيسيوم.

القدرة على الاحتفاظ بالعناصر الغذائية

تعتمد قدرة التربة على الاحتفاظ بالعناصر الغذائية، مثل الكربون والهيدروجين، على نوعيتها والطبيعة الزراعية للمحاصيل المزروعة فيها. كما تتأثر هذه الخاصية بالكميات المستهلكة من العناصر الأساسية أثناء عملية الزراعة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى