تُعد العلاقة بين الإنسان والطائر واحدة من أكثر العلاقات الوجدانية تميزًا في عالم تربية الحيوانات الأليفة، فبينما يُعرف عن الطيور طبيعتها المستقلة وبعضها ميال للحرية، إلا أن كثيرًا من الأنواع، خصوصًا الطيور المنزلية مثل الببغاء والكناري والكوكتيل، تطور علاقات قوية مع أصحابها تصل إلى حدّ الحب والتعلق، لكن كيف يمكن التعرف على علامات حب الطائر لصاحبه؟ هو ما ننشر لكم إجابته من خلال السطور التالية.
علامات حب الطائر لصاحبه
النغمة والتغريد الموجه
من أوضح علامات ارتباط الطائر بصاحبه أن يبدأ الطائر بتغريدات مميزة أو يصدر أصواتًا خاصة عند رؤيته له. قد تكون هذه الأصوات غير معتادة ولا يصدرها الطائر في غيابه. وتزداد وتيرة التغريد إذا اعتاد الطائر على وجود صاحبه وبدأ في التفاعل معه عند دخوله أو اقترابه من القفص، وكأنه يرحب به بلغة خاصة.
التقرب الجسدي والطيران تجاهه
من العلامات اللافتة أيضًا تقرب الطائر جسديًا من صاحبه، سواء بمحاولته الطيران نحوه، أو الالتصاق به عندما يكون خارج القفص. فالطائر الذي يحب صاحبه غالبًا ما يحاول أن يكون قريبًا منه، يجلس على كتفه، أو يقف على يده لفترات طويلة دون توتر. هذه السلوكيات تشير إلى شعور الطائر بالأمان والراحة مع الإنسان الذي يعتبره “جزءًا من القطيع”.
محاولات إطعامه أو تنظيفه
الطيور التي تحبّ تظهر سلوكيات عاطفية شبيهة بتلك التي تبديها تجاه شريكها أو زملائها في السرب، مثل محاولة تقديم الطعام أو تقليد عملية تنظيف الريش. إذا قام الطائر بتقديم طعامه لصاحبه أو حاول نقر شعره أو جلده بلطف، فهي دلالة قوية على التقدير والمحبة، لأنه بذلك يتصرف كما يتصرف مع طائر آخر يكن له الودّ.
رفع الجناحين وهز الرأس
تستخدم الطيور حركات معينة للتعبير عن الحماس والمشاعر، مثل رفع الجناحين قليلاً، وهز الرأس عند التفاعل مع صوت أو لمسة من صاحبها. هذه الإشارات تُعد طريقة للتواصل تُعبّر عن الاستعداد للتفاعل أو اللعب، وهي غالبًا ما تصدر من الطائر إذا شعر بالألفة مع الإنسان.
الهدوء عند لمسه أو حمله
من المعروف أن الطيور بطبيعتها حذرة وقد تنفر من اللمس، لكن الطائر الذي يثق ويحبّ صاحبه يسمح له بحمله ولمسه دون مقاومة أو توتر. قد يستلقي الطائر على ظهره، أو يغمض عينيه، أو يصدر أصواتًا خافتة تدل على الراحة، وكلها إشارات إلى أنه يستمتع بالتواصل الجسدي معه.
الغيرة من الآخرين
من السلوكيات التي قد تبدو طريفة لكنها معبّرة جدًا، شعور الطائر بالغيرة عند اقتراب شخص آخر من صاحبه أو عند تجاهله. قد يبدأ في إصدار أصوات غاضبة أو يحاول لفت الانتباه من خلال حركات مفاجئة أو تغريد عالي. هذا السلوك يُعبّر عن امتلاك الطائر لمشاعر حقيقية تجاه الشخص الذي اعتاد على رعايته واهتمامه.
محاولة تقليد الصوت والكلام
بعض الطيور، خصوصًا الببغاوات، تُظهر حبها عن طريق تقليد الكلمات أو الأصوات التي يسمعونها كثيرًا من صاحبهم. فإذا كان الطائر يكرر اسمه أو عبارات يسمعها منه باستمرار، فهذا يعكس مستوى عالي من التعلق والرغبة في التواصل.
كل هذه العلامات تُظهر بشكل واضح أن الطيور قادرة على بناء روابط عاطفية مدهشة مع البشر، وأن الحب بالنسبة لها ليس مجرد غريزة، بل شعور يُترجم إلى سلوك يومي يعبّر عن الامتنان والتقدير.
