تعد سلالة التيس العارضي واحدة من السلالات الشهيرة للماعز في شبه الجزيرة العربية، وتتميز بصغر سن ذكورها ورشاقة أجسامها وخفتها، كما تنفرد هذه السلالة بخصائص مميزة تفرقها عن باقي أنواع الماعز، ويشتهر لحم التيس العارضي بمذاقه القوي ونكهته الفريدة، مما يجعله محط اهتمام واسع بين عشاق اللحوم.
ما هو التيس العارضي؟
يتفرد هذا النوع من الماعز بشخصيته الجريئة، إذ لا يلتزم بالقواعد الاجتماعية المعتادة بل يفضل الانطلاق وحيدًا في رحلاته ومغامراته، تجده يتسلق قمم الجبال بشكل منفرد متجاوزًا التحديات بصمود وعزيمة، مما يجسد روح الجرأة والتحدي التي تميزه عن بقية الحيوانات.
أما بالنسبة لأصل التيس العارضي، فتعيش هذه السلالة في البيئات الصحراوية القاسية التي تتسم بتفاوت درجات الحرارة بين الحرارة الشديدة والبرودة.
وهي تعتبر من أكثر السلالات شيوعًا وانتشارًا في شبه الجزيرة العربية، حيث تعود أصولها إلى منطقة جبل نجد في السعودية، وكان يُطلق عليها قديمًا اسم “عنزة الصحراء” أو “الماعز العربي”.
مواصفات التيس العارضي
يتميز التيس العارضي بقامة طويلة في أغلب الأحيان وأحيانًا تكون متوسطة، مغطاة بشعر ناعم وطويل يكسو الجسم، مع كثافة واضحة للشعر في الأرجل والأذنين الطويلتين التي يتراوح طولها بين 20 و47 سم.
أما القرون فتتواجد عند الجنسين وتختلف أشكالها؛ حيث تكون نصف دائرية ومعقوفة للخلف لدى الإناث، بينما تأخذ شكلاً حلزونيًا عند الذكور.
ويُلاحظ أيضًا أن التيس العارضي يمتلك رأسًا كبيرًا نسبيًا لدى الذكور والإناث، وعيونًا صفراء داكنة تميل إلى الاحمرار. يتميز كذلك بشعر طويل يغطي مقدمة الجبهة وأعلى الظهر والنحر والجوانب.
من السمات اللافتة لهذا النوع من الماعز غلاظة عظام الأرجل الأمامية والخلفية وكذلك البنية العامة للجسم. ألوان التيس العارضي متنوعة وتشمل الأسود، العطر، والأشهب، ولكن قد تتغير بفعل التهجين إلى ألوان أخرى كاللون الأبيض أو الأحمر أو الأصفر.
مع تقدم السن، الذي يتراوح بين 8 و12 عامًا، يبدأ التيس بفقدان فحولته ويواجه علامات الشيخوخة. هذه المرحلة يصاحبها شعور بالخجل والإحباط نتيجة ضعف قوته ومهاراته في المنافسة. في ظل هذه الظروف، قد تصدر منه تصرفات غير عادية مثل النطح أو التصرف بعدائية تجاه بقية القطيع، نتيجة الإحباط والشعور بالتهديد.
مميزات التيس العارضي
وفي هذا السياق، يتميز هذا النوع من الماعز بقدرته الفائقة على التكيف مع الظروف البيئية القاسية، حيث يمتلك بنية جسدية مصممة لتحمل المشقات. يتمتع بقدرة مميزة على المشي لمسافات طويلة بفضل فتحات أنفه الواسعة التي تسهل التنفس أثناء الركض، إلى جانب وجود أغشية مخاطية تعمل على احتجاز الغبار وحماية الجهاز التنفسي.
كما يساهم اللون الأبيض والأسود لتيس العارضي في تنظيم درجة حرارة جسمه، مما يمنحه قدرة على التكيف بفعالية مع تقلبات درجات الحرارة الصحراوية، مشابهاً بذلك كفاءة كل من الحمار الوحشي والغرير في ضبط حرارة الجسم.
ويُعرف الماعز العارضي بمتوسط نمو جيد، حيث يزداد وزنه يوميًا بمعدل يصل إلى 200 جرام. كما يتميز بإنتاجية عالية من التوائم، إذ يمكن للأنثى أن تضع ما بين 1 و4 توائم في الولادة الواحدة. تبدأ الأنثى بالبحث عن الفحل في عمر خمسة أشهر، وتستمر فترة الحمل خمسة أشهر حيث يبدأ نمو الجنين بشكل ملحوظ من الشهر الثالث إلى الرابع.
