الحمى القلاعية هي أحد الأمراض الفيروسية المعدية التي تصيب الحيوانات مثل الأبقار والأغنام والماعز وتؤثر بشكل ملحوظ على شكل اللحم، وعندما يتعرض الحيوان للإصابة بالحمى القلاعية، تظهر تغيرات واضحة على اللحم بسبب المرض، حيث يعاني الحيوان من تقرحات وطفح جلدي في المنطقة المحيطة بالفم والأقدام، مما يؤدي إلى تدهور حالته الصحية بشكل عام.
شكل اللحم المصاب بالحمى القلاعية
عند ذبح الحيوان المصاب بالحمى القلاعية، تظهر عدة علامات مميزة على شكل اللحم. من أبرز هذه العلامات التقرحات والندبات التي تتواجد على أنسجة العضلات، خصوصاً في المناطق التي تأثرت بالفم أو الأقدام. غالباً ما تبدو هذه التقرحات حمراء أو متقرحة، مما يؤدي إلى تشوه في نسيج اللحم وتقليل جودته.
تظهر أيضاً تغيرات أخرى مثل التورم أو تغير اللون، حيث يصبح اللحم أكثر شحوباً أو يحتوي على بقع داكنة. في بعض الحالات، قد يُلاحظ ظهور سوائل غير طبيعية أو تغيرات في قوام اللحم، نتيجة تلوث أو تدهور ناجم عن العدوى.
هذه التغيرات تؤثر بشكل كبير على صلاحية اللحم للاستهلاك البشري. بالإضافة إلى ذلك، قد يحتوي اللحم المصاب على مستويات مرتفعة من السموم والفيروسات التي يمكن أن تنتقل إلى الإنسان في حال استهلاكه. لذلك، من الضروري أن يتم فحص اللحم من قبل الجهات المختصة للتأكد من خلوه من الأمراض أو التلوثات التي قد تؤثر على الصحة العامة.
كيفية التعرف على اللحوم المصابة بالحمي القلاعية؟
وفي هذا السياق، أشار الدكتور محمد عطية، رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائي بوزارة الزراعة، إلى أن مرض الحمى القلاعية ظهر لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي، ويتفشى سريعًا خلال فصل الشتاء بسبب انتقال العدوى عبر الهواء.
وذكر عطية في تصريحاته لموقع صدى البلد أن الوقاية من هذا المرض تعتمد أساسًا على التحصين المنتظم ومنع دخول حيوانات جديدة دون التأكد من سلامتها. وأوضح أن برنامج التحصين يشمل ثلاث جرعات سنوية للمواشي: الأولى في شهر سبتمبر، والثانية في أكتوبر، والثالثة في نوفمبر. وانتقد كون العديد من المربين يتغافلون عن هذه الجرعات ولا ينتبهون إلا عند تفشي المرض، مما يسهل سرعة انتشار العدوى نظرًا لانتقالها السهل عبر الهواء.
وحث رئيس الإدارة المركزية المربين على الالتزام ببرامج التحصين والتوجه إلى الوحدات البيطرية الحكومية للحصول على اللقاحات اللازمة. وأشار إلى أن وزارة الزراعة تنفذ حملات ميدانية عبر إدارات الخدمات البيطرية في الوحدات والمديريات بمحافظات متابعة لصحة الماشية ومعالجتها.
كما أكد على أهمية اتخاذ احتياطات عند شراء الحيوانات، مثل التأكد من مصدر موثوق وعزل الحيوان لمدة ثلاثة أسابيع للتأكد من خلوه من الأمراض. وأوصى بتنظيف المرافق باستخدام محلول بيكربونات الصوديوم بتركيز 4% للتطهير، والإبلاغ فورًا عن أي إصابة بالحمى القلاعية عبر الخط الساخن 19561.
وشدد عطية أنه عند انتشار المرض، ينبغي منع حركة الحيوانات بين المزارع. وأضاف أن بعض المربين يلجؤون إلى ذبح الحيوانات المصابة خوفًا من الخسائر المالية، مشيرًا إلى وجود علامات واضحة على إصابة اللحوم بالحمى، مثل ضعف الجودة وزيادة تركيز الدم وظهور ألياف غير طبيعية.
