
تتنوع الحيوانات في الطبيعة بشكل كبير، وتتميز باختلاف أساليب تكاثرها وطرق اهتمامها ورعايتها لصغارها، ومع ذلك، توجد فئة نادرة منها تثير اهتمام العلماء وإعجابهم لقدرتها على الجمع بين صفات متباينة تُميز الأنواع المختلفة منها.
الحيوان الذي يبيض ولا يرضع
وفي هذا الإطار، تتميز مجموعة محدودة من الثدييات بقدرتها على وضع البيض بدلًا من الولادة الحية، كما أنها لا تُرضع صغارها بشكل تقليدي، ومن أبرز هذه الأنواع خلد الماء أو البلاتيبوس وآكل النمل الشوكي المعروف بالإيكيدنا، وكلاهما ينتميان إلى رتبة أحاديات المسلك (Monotremes).
الحيوانات التي تبيض ولا ترضع
خلد الماء (Platypus): الكائن الفريد
خلد الماء هو حيوان ثديي يعيش في أستراليا، ويمتاز بصفات استثنائية تجعله فريدًا بين الثدييات. على عكس الأغلبية العظمى من هذه الفصيلة، يضع خلد الماء البيض بدلًا من الولادة الحية.
تستمر فترة حضانة البيض حوالي عشرة أيام، وبعد فقس البيض، تُطعم الأنثى صغارها بالحليب. الشيء الأكثر غرابة أن هذا الحيوان لا يمتلك حلمات، بل يفرز الحليب من غدد خاصة ينساب عبر الفراء، حيث تلعقه الصغار لتغذية نفسها.

آكل النمل الشوكي (Echidna):
آكل النمل الشوكي هو الحيوان الآخر الذي يتشارك مع خلد الماء خاصية وضع البيض وينتمي إلى نفس الرتبة. يتميز جسمه بوجود أشواك حادة تحميه كوسيلة للدفاع.
يتسم أيضًا بوضع بيضه في جراب خاص يوجد على بطنه، حيث يستغرق البيض حوالي عشرة أيام ليفقس. بعد ذلك، تظل الصغار داخل الجراب لفترة زمنية تعتمد خلالها على التغذية بالحليب الذي تفرزه الأم.

أحاديات المسلك
أحاديات المسلك تُعتبر من أقدم الرتب التي تجمع بين سمات الزواحف والثدييات، مما يجعلها نقطة وصل تطورية بين الفئتين. فهي تحتفظ ببعض خصائص الزواحف مثل وضع البيض، بينما تمتلك في الوقت نفسه ميزات ثديية أبرزها القدرة على إنتاج الحليب.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الكائنات نادرة للغاية وتعيش في بيئات محدودة، ما يجعلها شديدة التأثر بفقدان المواطن الطبيعية والتغيرات المناخية. ومع ذلك، فإن وجودها يشكل أهمية كبيرة في فهم تطور الكائنات الحية ودراسة انتقال الصفات عبر الأزمنة.