بيطري

مواصفات أبقار الفريزيان.. مميزاتها وصفاتها الإنتاجية

تُعتبر أبقار الفريزيان من أقدم وأشهر سلالات الأبقار عالميًا، حيث تمتاز بقدرتها العالية على التكيف مع بيئات متنوعة، مما ساعد في انتشارها في مختلف أنحاء العالم.

وبفضل ذلك، أصبحت هذه السلالة الأكثر إنتاجًا للحليب عالميًا، كما أنها تتميز بمجموعة من الخصائص التي جعلتها خيارًا مفضلاً لدى المربين وحازت على اهتمام واسع في المجال الزراعي.

مواصفات أبقار الفريزيان

تُعرف بقرة الفريزيان بهدوء طبعها وسهولة التعامل معها، فهي تجمع بين جمال المظهر والإنتاجية العالية، وتتمثل أبرز مميزاتها في الجوانب التالية:

-من حيث الشكل:

تمتاز أبقار الفريزيان بحجم كبير لافت للنظر، حيث يبلغ متوسط ارتفاع الثور حوالي 145 سم، بينما يصل ارتفاع البقرة إلى 160 سم. تتمتع ببنية قوية وأعضاء متناظرة بوضوح. أهم ملامحها تشمل ضرعًا كبيرًا، تجويف بطن واسع، وأطراف طويلة. يظهر عليها بروز للعمود الفقري القطني مع ظهر يميل قليلًا للانحناء. كما تبرز حدبة صغيرة أعلى الظهر، ويتميز عنقها ورأسها بالطول والامتداد، مع مظهر أكثر ضخامة في الذكور. أما القرون، فعادة ما تكون غير موجودة لدى هذه السلالة.

-من حيث اللون:

تشتهر أبقار الفريزيان بتناسق ألوانها المميز بين الأبيض والأسود أو الأحمر والأبيض. تختلف نسبة توزيع هذه الألوان من فرد إلى آخر؛ فقد يغلب اللون الأسود على الأبيض أو العكس، وفي بعض الحالات يكون التوزيع متساويًا. مع ذلك، يبقى النمط الأكثر شيوعًا عالميًا هو الأبيض والأسود. هذا التدرج اللوني يبدأ من الجبهة البيضاء، ويمتد بتناغم بين اللونين حتى نهايات الذيل الذي ينتهي بشرابة بيضاء مميزة.

أبقار الفريزيان

مزايا بقر الفريزيان

تتميز هذه السلالة بسهولة التعامل معها، إذ يمكن تثبيتها دون تعقيدات تُذكر. فهي تتصف بطباع هادئة وسلوك مميز يجعلها خيارًا مثاليًا للتعامل في ظروف مختلفة. تُعد هذه السلالة ملائمة للأنظمة الزراعية ذات التكلفة المنخفضة بفضل قدرتها العالية على تحويل الأعلاف إلى حليب بكفاءة. ولا يتوقف دورها عند إنتاج الحليب فحسب، بل تُستخدم أيضًا كمصدر للحوم على مستوى عالمي.

تتمتع هذه الأبقار بقابلية كبيرة للتكيف مع البيئات المناخية المتنوعة بفضل سماتها الوراثية، مما يجعلها مناسبة لمجموعة من الظروف الزراعية. مع ذلك، فإن أبقار الفريزيان تُظهر حساسية أعلى عند مقارنتها بالسلالات الطبيعية الأخرى، خاصة في المناطق التي تتميز بمناخ صعب أو ظروف بيئية قاسية، مما قد يؤثر سلبًا على إنتاجيتها. على الرغم من ذلك، فإن تهجينها مع سلالات طبيعية ينتج عجولًا أكثر تحملًا للحرارة والتحديات البيئية.

وعلاوة على ذلك، تمتاز عجول الفريزيان بالنمو السريع والنضج المبكر، مما يسهل عملية رعايتها. وتؤدي العناية الجيدة بها إلى تقليل مشكلات الخصوبة إلى حد كبير، لذا تعد اختيارًا مميزًا للعديد من أنظمة الإنتاج الزراعي.

في العقود الأخيرة من القرن الماضي، ظهرت أبقار بلونين مميزين هما الأحمر والأبيض بدلاً من الأسود التقليدي. ورغم أن هذا التغيير لم يكن مرحبًا به في البداية، إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت عدم تأثيره على إنتاج الحليب. بل إن بعض الدول مثل كندا وأمريكا تفضل الأبقار ذات المساحات الأكبر من اللون الأبيض مقارنة بالأسود. وتشير الأبحاث إلى أن الأبقار ذات اللون الأبيض الغالب تتمتع بفترة إنتاجية أطول مقارنة بنظيراتها السوداء أو تلك ذات البقع الحمراء والبيضاء.

الصفات الإنتاجية لبقر الفريزيان

أبقار الفريزيان، المعروفة أيضًا باسم الأبقار الهولندية الحلوب، تُعتبر واحدة من أضخم السلالات سواء من حيث الوزن أو إنتاج الحليب. يصل وزن البقرة البالغة في المتوسط إلى حوالي 650 كيلوجرامًا، بينما يبلغ وزن الثور البالغ نحو 850 كيلوجرامًا. وبفضل هذا الحجم الكبير، يُنظر إلى هذه السلالة على أنها ثنائية الغرض، حيث تجمع بين إنتاج كثيف للحليب وإمدادات وافرة من اللحم بجودة مقبولة.

تشتهر أبقار الفريزيان بكونها من أفضل السلالات الحلوب حول العالم، إذ يبلغ متوسط إنتاج البقرة منها سنويًا نحو 7500 كيلوجرام من الحليب. وفي الدول التي تتميز بتطور ملحوظ في صناعة الألبان، مثل الولايات المتحدة وكندا، يرتفع هذا المتوسط ليصل إلى 8500 كيلوجرام. أما من حيث محتوى الحليب، فتبلغ نسبة الدسم فيه حوالي 3.8% كمعدل عام، وقد تصل أو تتجاوز 4% في بعض البلدان. إضافة إلى ذلك، يحتوي الحليب على نسبة بروتين تقارب 5.3%، مما يزيد من قيمته الغذائية ويعزز جودته.

ما يميز حليب هذه السلالة ويزيد من الإقبال عليه هو خصائصه الفريدة، فحبيبات الدسم الصغيرة التي يتميز بها تأتي بلون أبيض غني وتتميز بعدم انفصالها أو طفوها بسهولة أثناء النقل حتى لمسافات بعيدة. هذه الميزة تجعله خيارًا مثاليًا للتخزين والنقل الطويل، مما يرفع من كفاءته في الأسواق العالمية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى