ما هو أفضل وقت لتلقيح الأغنام؟.. إليك مميزاته وعيوبه

يُعد التلقيح من المراحل الأساسية في دورة تربية الأغنام، لما له من دور محوري في تحقيق إنتاجية عالية سواء في اللحوم أو الحليب أو الولادات، ويحرص المربون دائمًا على اختيار الوقت المثالي لإجراء عملية التلقيح، وذلك لضمان حمل ناجح وولادة سليمة وصحية.
التلقيح الصناعي للأغنام
التلقيح الصناعي يُعد تقنية حديثة تُساهم بشكل فعّال في توزيع الصفات الوراثية الجيدة على أكبر عدد ممكن من الإناث، مما يسهم في تسريع التحسين الوراثي وزيادة إنتاج اللبن أو اللحم.
هذه التقنية تُعتبر من أهم الابتكارات في مجال تحسين السلالات الحيوانية، حيث توفر إمكانية الاعتماد على عدد قليل من ذكور النخبة لإنتاج كميات ضخمة من الحيوانات المنوية تكفي لتلقيح آلاف الإناث سنوياً. بالإضافة إلى ذلك، يُساهم التلقيح الصناعي في الحد من انتقال الأمراض التناسلية داخل القطيع، مقارنة بالتلقيح الطبيعي الذي يواجه خطر انتشار العدوى من الذكر المصاب إلى الإناث.
لضمان نجاح التلقيح الصناعي، يجب الاهتمام بالجوانب الغذائية للذكور المنتخبة لتلبية احتياجاتها وضمان جودة السائل المنوي وخلوه من الأمراض التناسلية. كما يتطلب تنفيذ هذه التقنية بالدقة اللازمة وجود كوادر مدربة تدريباً جيداً مع توفير ترتيبات مناسبة لتجميع الإناث لإجراء المعاملة الهرمونية أو الكشف عن علامات الشياع والتلقيح، خاصة في ظروف المراعي المفتوحة.
أفضل وقت لتلقيح الأغنام
عادةً ما تكون الأغنام موسمية التزاوج، وتحدث فترة الشبق لديها خلال أشهر الخريف، أي ما بين شهر سبتمبر وحتى ديسمبر في أغلب البلدان ذات المناخ المعتدل مثل مصر والدول العربية، ويُعد هذا التوقيت الأفضل لتلقيح الأغنام، لأن الحمل الذي يبدأ في هذه الأشهر يؤدي إلى ولادة في فصل الربيع، وهو الوقت المثالي لولادة المواليد نظرًا لتحسن الأحوال الجوية وتوفر المراعي الطبيعية.
وتدخل النعاج في الشبق كل 14 إلى 17 يومًا تقريبًا، وتستمر فترة الشبق ما بين 24 إلى 36 ساعة، وهي الفترة التي تكون فيها الأنثى جاهزة للتلقيح. ومن المهم مراقبة علامات الشبق بعناية لتحديد الوقت المناسب، خاصة أن التلقيح في ذروة الشبق يزيد من فرص الحمل.
مميزات التلقيح الصناعى في الأغنام
– التحسين الوراثي يُعزز من استخدام الطلائق المتميزة التي تمتلك قيمة وراثية عالية لتحسين العمليات الإنتاجية. كما يُسهم في إجراء اختبارات النسل تحت ظروف بيئية ورعاية متنوعة، مما يزيد من دقة عملية الانتخاب.
– يتيح التهجين إمكانية تعديل الصفات الإنتاجية، ويُسرع تقديم عوامل وراثية جديدة من ذكور تحمل خصائص مرغوبة. كما يُساعد على توفير سجلات تناسلية دقيقة تسهم في تحسين كفاءة الإدارة.
– إمكانية حفظ السائل المنوي لفترات طويلة تُتيح استخدامه حتى بعد وفاة الكباش أو التيوس المانحة، مما يساهم في الحفاظ على سلاسل النسب المتميزة. كما يُمكّن من استخدام السائل المنوي من ذكور ذات قدرات محدودة أو تعاني من انخفاض تركيز الحيوانات المنوية.
– يحقق تحسيناً في أداء وكفاءة القطعان، ويُقلل من انتشار الأمراض المنقولة عبر الاتصال الجنسي. بالإضافة إلى توفير الأمان للعاملين من خلال تجنب التعامل مع ذكور خطِرة.
– يُمكن دمج تقنية التلقيح الاصطناعي مع تقنيات أخرى مثل إنتاج الأجنة. يتم ذلك عبر تنشيط المبايض لإنتاج عدد أكبر من البويضات، خاصة في حالات انخفاض الخصوبة خلال التلقيح الطبيعي، سواء داخل الرحم أو خارجه. كما تُستخدم لدراسة جدوى تقنيات تحديد الجنس بشكل دقيق.
– يصبح التلقيح الصناعي ضرورياً عند إجراء عمليات تزامن حدوث الشبق لمجموعات كبيرة من الحيوانات، أو عند استخدام تقنيات التحكم في جنس الجنين عبر فصل الحيوانات المنوية المحتوية على الكروموسومات (X) و(Y).
– يوفر التلقيح الصناعي القدرة على الاستفادة من الذكور ذات التركيب الوراثي الجيد والمرغوب حتى في حال عدم قدرتها على الوثب أو على إجراء التلقيح الطبيعي.
عيوب التلقيح الصناعي
استخدام التلقيح الصناعي على نطاق واسع، رغم ما يقدمه من فوائد متعددة، أظهر بعض العيوب التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار لضمان تحقيق أفضل النتائج، ومن أبرز تلك العيوب:
-عدم الاهتمام الكافي باختيار الطلوقة المستخدمة في التلقيح، مما قد يؤدي إلى انتقال صفات غير مرغوبة يصعب التصدي لها لاحقًا.
-الإهمال أثناء تنفيذ عملية التلقيح، خاصة عند استخدام أدوات غير معقمة، مما يساهم في انتشار أمراض مثل التهاب المهبل وعنق الرحم لدى الأغنام والماعز.
-ارتفاع معدلات التربية الداخلية، وهو ما يؤثر سلبًا على خصوبة القطيع ويقلل من تنوع الصفات الوراثية.
-زيادة معدل التكلفة مقابل العائد عند الاعتماد على مدخلات مرتفعة الثمن، مع ضعف في الكفاءة الفنية والاقتصادية، مما يقلل من الجدوى الاقتصادية لهذه العملية.