تُعد لفحة البطاطس المتأخرة من أخطر الأمراض الفطرية التي تصيب محصول البطاطس، وتؤدي إلى خسائر كبيرة سواء في الحقل أو أثناء التخزين، إذا لم يتم التعامل معها بشكل سريع وفعّال، ويُعرف هذا المرض علميًا باسم Late Blight، وتسببه فطريات Phytophthora infestans، وهي نفس الفطريات التي تهاجم محصول الطماطم أيضًا.
وفي هذا التقرير، نستعرض لكم أسباب ظهور مرض اللفحة المتأخرة، وأعراض الإصابة في البطاطس، إلى جانب طرق الوقاية والعلاج التي تُمكن المزارعين من حماية محاصيلهم وتقليل الخسائر المحتملة.
أسباب مرض لفحة البطاطس المتأخرة
يظهر المرض في الظروف المناخية الرطبة والباردة نسبيًا، خاصة مع انخفاض التهوية بين النباتات، ومن أبرز أسبابه:
- ارتفاع الرطوبة الجوية خاصة خلال الليل.
- هطول الأمطار أو الري الزائد الذي يؤدي إلى تراكم المياه حول النباتات.
- انخفاض درجات الحرارة ما بين 10-20 درجة مئوية مع وجود رطوبة.
- عدم اتباع دورة زراعية صحيحة وزراعة المحصول في نفس الأرض لسنوات متتالية.
- استخدام تقاوي مصابة أو غير معتمدة تحمل العدوى من البداية.
أعراض لفحة البطاطس المتأخرة
تبدأ الأعراض بالظهور على الأوراق والسيقان قبل أن تصل إلى الدرنات، وتشمل الآتي:
-بقع بنية داكنة على الأوراق تبدأ صغيرة ثم تتوسع بسرعة لتشمل كامل الورقة.
-ظهور هالة صفراء حول البقع في المراحل المبكرة.
-تحلل أنسجة الورقة وتصبح طرية وماءية ثم تجف.
-سقوط الأوراق وذبول النبات في الحالات المتقدمة.
-بقع سوداء أو رمادية على درنات البطاطس، وقد تتعفن الدرنات أثناء التخزين.
-ظهور عفن بني أو رمادي في الدرنات من الداخل في حالة الإصابة الشديدة.
خطورة المرض على المحصول
تؤدي لفحة البطاطس المتأخرة إلى تقليل المساحة الورقية الخضراء اللازمة لعملية البناء الضوئي، مما يُضعف نمو النبات ويقلل من إنتاجية الدرنات. كما أن وصول المرض إلى الدرنات يُعرضها للتعفن السريع أثناء التخزين، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة. وقد تُفقد بعض الحقول بالكامل إذا لم يتم اكتشاف المرض مبكرًا.
طرق الوقاية من لفحة البطاطس المتأخرة
الوقاية هي الخطوة الأولى والأهم في التعامل مع هذا المرض، وتشمل الإجراءات التالية:
- زراعة أصناف مقاومة للفطريات، مثل صنف “كارا” أو “سبيون”.
- اختيار مواعيد زراعة مناسبة لتجنب ذروة الرطوبة والأمطار.
- عدم الإفراط في التسميد النيتروجيني لأنه يزيد من النمو الخضري ويجعل النبات أكثر عرضة للإصابة.
- توسيع المسافات بين النباتات لتحسين التهوية وتقليل الرطوبة حول الأوراق.
- الري في الصباح الباكر لتجف الأوراق قبل حلول الليل.
- اتباع دورة زراعية سليمة بعدم زراعة البطاطس أو الطماطم في نفس الأرض كل عام.
- إزالة النباتات المصابة بسرعة لحماية باقي الحقل.
علاج لفحة البطاطس المتأخرة
في حال ظهور المرض، يجب التحرك السريع للحد من انتشاره، وذلك عبر:
-رش مبيدات فطرية وقائية عند توقع الظروف المناسبة لانتشار المرض، مثل المانكوزيب (Mancozeb) أو الكلورثالونيل.
-استخدام مبيدات علاجية عند ظهور أول علامات الإصابة مثل ميتالاكسيل (Metalaxyl) أو السيمايوكسانيال.
-التبديل بين المبيدات الفطرية لتفادي تكوّن مقاومة لدى الفطريات.
-إزالة الأجزاء المصابة وحرقها خارج الحقل، لتقليل مصادر العدوى.
-تجنب جرح الدرنات أثناء الحصاد، لأن الجروح تفتح المجال للفطريات لاختراق الدرنات خلال التخزين.
