
تُعد الأسمدة العضوية من أهم مصادر تغذية التربة في الزراعة، ويأتي في مقدمتها سماد الدواجن وسماد الأبقار، حيث يستخدم كل منهما لتحسين خواص التربة وزيادة إنتاجية المحاصيل، ومع ذلك تختلف طبيعة كل نوع منهما في الخصائص والمكونات والتأثير على الأرض والنبات، مما يجعل لكل منهما استخدامات محددة وتوصيات خاصة.
الفرق بين سماد الدواجن وسماد البقر
القيمة الغذائية
سماد الدواجن يحتوي على نسبة مرتفعة من العناصر الغذائية، لا سيما النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، وهي العناصر الأساسية التي تحتاجها النباتات في مراحل النمو المختلفة. ويعود ذلك إلى طبيعة الجهاز الهضمي للطيور، الذي يُخرج فضلات أكثر تركيزًا مقارنة بالحيوانات المجترة. أما سماد الأبقار، فيتميز بانخفاض تركيز هذه العناصر، لكنه يمتاز ببطء إطلاقها في التربة، مما يجعله مناسبًا للزراعات طويلة الأجل.
تأثير مباشر وسريع مقابل إطلاق بطيء
يُعرف سماد الدواجن بتأثيره السريع على النباتات، حيث يعمل على تنشيط النمو خلال فترة قصيرة من إضافته، إلا أن هذه الميزة قد تتحول إلى ضرر إذا لم يُستخدم بتركيز مناسب، فقد يؤدي إلى حرق الجذور أو إحداث خلل في التوازن الغذائي. بينما يتميز سماد الأبقار بإطلاق بطيء ومتوازن للعناصر، ما يجعله أكثر أمانًا في الاستخدام، ويمنح النبات تغذية تدريجية وطويلة المدى.
التحلل ورائحة السماد
سماد الدواجن يحتاج إلى فترة أطول ليتحلل بصورة آمنة، ويجب أن يخضع لعملية تخمير أو كمposting قبل إضافته إلى التربة لتجنب وجود البكتيريا الضارة أو الأملاح الزائدة. كما أنه يتميز برائحة قوية ونفاذة. وعلى النقيض، يُعد سماد الأبقار أقل نفاذًا من حيث الرائحة، ويتحلل بسهولة نسبية، ويمكن استخدامه بعد التخمير لفترة وجيزة دون مشاكل كبيرة.
تأثيره على بنية التربة
يساهم سماد الأبقار في تحسين خواص التربة الفيزيائية، خصوصًا الأراضي الرملية، حيث يساعد على زيادة تماسك التربة ورفع قدرتها على الاحتفاظ بالمياه والعناصر الغذائية. بينما يكون لسماد الدواجن تأثير أكبر على تعزيز النشاط الحيوي داخل التربة وتحفيز الميكروبات المفيدة، بشرط أن تتم إضافته بكميات مدروسة.
المخاطر الصحية والاحتياطات
استخدام سماد الدواجن دون معالجة قد ينطوي على مخاطر أكبر من سماد الأبقار، خاصةً فيما يتعلق بانتقال مسببات الأمراض أو ارتفاع تركيز الأمونيا. لذلك يُنصح دائمًا بخلطه جيدًا بالتربة أو تحليله قبل الاستخدام.
في المقابل، يُعتبر سماد الأبقار أكثر أمانًا نسبيًا، خاصة إذا جاء من مصادر موثوقة وتمت معالجته بالطريقة الصحيحة.
التكلفة
من حيث التكلفة، فإن سماد الأبقار غالبًا ما يكون أقل سعرًا نظرًا لتوفره بكثرة في المزارع، بينما يُعد سماد الدواجن أغلى نسبيًا بسبب ارتفاع قيمته الغذائية وسرعة تأثيره. ومع ذلك، يجب أن يوازن المزارع بين الاحتياج الفعلي للمحصول ونوع التربة لاختيار النوع الأنسب.
كيفية اختيار السماد المناسب للمحصول
يعتمد تحديد نوع السماد على عدة عوامل، منها طبيعة الأرض، والمحصول المزروع، ومرحلة النمو، ففي حالة المحاصيل الورقية أو الخضراء سريعة النمو، قد يكون سماد الدواجن خيارًا جيدًا.
أما في زراعة الأشجار المثمرة أو المحاصيل طويلة الدورة، فيُفضل الاعتماد على سماد الأبقار لما يوفره من تغذية بطيئة ومستقرة.