اعرف الآن.. طرق تقليل استهلاك المياه في الري

يعتبر ترشيد استخدام المياه عبر نظم الري الحديثة إحدى أبرز القضايا البيئية التي تواجه العالم اليوم، خصوصًا مع تزايد الضغط على الموارد المائية المحدودة، ويُعد اعتماد هذه الأنظمة حلاً فعالًا للحفاظ على المياه وزيادة كفاءة استخدامها في القطاع الزراعي.
وباستخدام تقنيات متطورة مثل الري بالتنقيط أو الري بالرش، يمكن تقليل الهدر المائي وتعزيز إنتاجية المحاصيل، الأمر الذي يسهم بشكل مباشر في دعم الاستدامة الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي على المدى الطويل.
أنواع نظم الري الحديثة
الري بالتنقيط: يُعد الري بالتنقيط واحدًا من أكثر الطرق كفاءة لري النباتات، حيث يتم إيصال المياه مباشرة إلى جذور النباتات عبر أنابيب مثقوبة. هذه الطريقة تقلل بشكل كبير من فقدان المياه الناتج عن التبخر أو الجريان السطحي، مما يؤدي إلى توفير ما يصل إلى 80% من المياه مقارنة بطرق الري التقليدية.
الري بالرش: يُستخدم الري بالرش لنثر المياه فوق النباتات بطريقة تحاكي تساقط الأمطار. يتميز هذا النظام بمرونته العالية وإمكانية تغطيته لمساحات زراعية واسعة. كما يُعد مناسبًا للمحاصيل التي تحتاج إلى مستويات عالية من الرطوبة.
الري تحت السطحي: يعتمد هذا النظام على دفن أنابيب الري تحت سطح التربة لتوصيل المياه مباشرة إلى جذور النباتات. يعتبر مناسبًا للمحاصيل المزروعة في صفوف، مثل الطماطم والبصل، حيث يقلل من التبخر ويسهم في الحفاظ على رطوبة التربة بكفاءة.
الري الذكي: يعتمد هذا النوع من الري على أجهزة استشعار متطورة لقياس رطوبة التربة ومتابعة حالة الطقس. يسمح النظام بضبط كميات المياه المطلوبة بدقة، ويمكن التحكم فيه عن بعد باستخدام الهواتف الذكية أو الحواسيب، مما يوفر الوقت والجهود.
الري المسامي (الفخاري): يتم في هذا النظام استخدام أنابيب فخارية مسامية مدفونة تحت سطح التربة. تقوم الأنابيب بإيصال المياه تدريجيًا وبشكل منتظم إلى جذور النباتات، وهو ما يقلل من فقدان المياه ويعزز كفاءة عملية الري.
الري بالفقاعات: يُستخدم هذا النظام بشكل أساسي في زراعة الأشجار، حيث تُوجه المياه عبر فقاعات صغيرة تصل مباشرة إلى جذور الأشجار. يتميز هذا النظام بكفاءته في توفير مياه الري وزيادة إنتاجية الأشجار بشكل ملحوظ.
طرق تقليل استهلاك المياه في الري
يُعتبر القطاع الزراعي من أبرز القطاعات استهلاكًا للمياه على المستوى العالمي، مما يجعل تبني نظم الري الحديثة وترشيد استخدام المياه ضرورة ملحّة.
تعتمد العديد من المزارعين على ضخ المياه من المصادر الجوفية أو السطحية لري محاصيلهم، إلا أن هذه العملية غالبًا ما تؤدي إلى استهلاك كميات مياه أكبر من احتياجات المحاصيل الفعلية.
والإفراط في استخدام المياه لا يتسبب فقط في هدر الموارد، بل يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تلف المحاصيل وتآكل التربة نتيجة جريان المياه الزائدة على سطح الأرض.
علاوةً على ذلك، تُفقد نسبة كبيرة من المياه أثناء عملية نقلها من مصدرها إلى الحقول، إما بسبب تسرب الأنابيب أو التبخر، ولمعالجة هذه المشكلات، يُمكن للمزارعين الاعتماد على مجموعة من الاستراتيجيات الفعّالة التي تهدف إلى ترشيد استخدام المياه عبر تقنيات الري الحديثة.
هذه الطرق لا تساعد فقط في الحفاظ على الموارد المائية الثمينة، بل تُعزز أيضًا من كفاءة عملية الري وتحسين الإنتاجية الزراعية.
الوسائل الحديثة لترشيد استخدام المياه للزراعة
ترشيد استهلاك المياه من خلال تطبيق نظم الري الحديثة يمثل أحد الأسس الجوهرية لتحقيق استدامة القطاع الزراعي، خصوصاً مع تصاعد التحديات مثل استنفاد المياه الجوفية وارتفاع مستويات الملوحة الناجمة عن الاستخدام المفرط للأسمدة الكيميائية، وللتعامل مع هذه المشكلات، تم تطوير نظم ري مبتكرة تهدف إلى تعزيز كفاءة استخدام المياه، مما يسهم في حماية الموارد المائية وزيادة إنتاجية الزراعة بشكل ملحوظ.
الري بالتنقيط:
يُعد الري بالتنقيط من أبرز نظم الري الحديثة التي تسهم في ترشيد استهلاك المياه بفعالية. يقوم هذا النظام بتوصيل الماء مباشرة إلى جذور النباتات، مما يقلل فقدانه نتيجة التبخر أو السيلان السطحي. علاوة على ذلك، يمكن الاستعانة بالمؤقتات لضبط أوقات الري خلال الفترات الأكثر برودة في اليوم، ما يعزز كفاءة الاستخدام. وقد أظهرت الدراسات أن هذا النظام يوفر حوالي 80% من المياه مقارنة بالطرق التقليدية، إضافةً إلى تحسين ملحوظ في إنتاجية المحاصيل.
جدولة الري:
تُعتبر جدولة الري تقنية فعالة لتحقيق كفاءة أكبر في استهلاك المياه من خلال النظم الحديثة. تعتمد هذه الطريقة على تحديد الكميات المناسبة وتوقيت الري استنادًا إلى احتياجات النباتات ومستوى الرطوبة في التربة. باستخدام مراقبة مستمرة لرطوبة التربة وتقييم أداء النظام، يمكن للمزارعين تجنب الإسراف في استخدام المياه، مما يسهم في الحفاظ على الموارد الجوفية وتقليل تكاليف الري.
استخدام المياه المالحة:
في المناطق التي تعاني من شح المياه العذبة، يمكن اللجوء إلى المياه المالحة كجزء من نظم الري الحديثة. ورغم التأثير السلبي للمياه المالحة على نمو بعض المحاصيل، فإن العمل على تطوير أصناف نباتية مقاومة للملوحة يتيح فرصًا جديدة لاستغلال هذه الموارد بطريقة أكثر فعالية.