يُعد الكركم من النباتات الاستوائية ذات الاستخدامات الطبية والغذائية المتعددة، ويُستخرج منه مسحوق شهير يدخل في صناعة التوابل والعلاجات الطبيعية، ومع تزايد الاهتمام بالزراعة المنزلية والزراعة العضوية، بدأ الكثير من المزارعين والمهتمين يتساءلون عن مدى إمكانية زراعة الكركم في المناخ المصري، خاصة مع الظروف المناخية المتنوعة التي تتمتع بها البلاد.
البيئة المناسبة لزراعة الكركم
ينمو الكركم بشكل أفضل في المناطق ذات المناخ الدافئ والرطب، حيث يحتاج إلى درجات حرارة تتراوح بين 20 و30 درجة مئوية. كما يفضل التربة الخفيفة جيدة التصريف والغنية بالمواد العضوية. هذه الشروط تتوافر بشكل كبير في العديد من المناطق الزراعية بمصر، خاصة في صعيد مصر والدلتا، وهو ما يجعل زراعته ممكنة عند توفير الظروف المناسبة.
موعد زراعة الكركم
وفي هذا الصدد، يُفضل زراعة الكركم في مصر خلال فصل الربيع، وتحديدًا في شهري مارس وأبريل، حيث تكون درجة الحرارة معتدلة والرطوبة مناسبة لبدء نمو الريزومات. وتُحصد الجذور بعد حوالي 8 إلى 10 أشهر من الزراعة، بمجرد أن تبدأ الأوراق في الذبول والجفاف.
كيفية زراعة الكركم
يتم زراعة الكركم في الفترة الممتدة من بداية شهر آذار وحتى نهاية شهر نيسان، وذلك عبر اتباع خطوات محددة لتحقيق نجاح الزراعة:
– تُحرث الأرض مرتين إلى ثلاث مرات لضمان تهيئتها بشكل جيد.
– يتم تجهيز الحفر المخصصة لزراعة الكركم، بحيث يكون ارتفاع التربة فيها حوالي 15 سم وعرضها متر واحد، مع الحرص على ترك مسافة 50 سم بين كل حفرة وأخرى.
– تُستعمل جذور الكركم الناتجة عن الحصاد السابق أو تُشترى جاهزة من المشاتل، حيث يمكن زراعة الجذور بالكامل أو تقسيمها إلى جزئين، بشرط أن يحتوي كل جزء على برعم كامل قابل للنمو.
– تُقطع البراعم إلى أجزاء طولية باستخدام الأصابع، بحيث يبلغ طول كل قطعة حوالي 5 سم.
– عند اختيار زراعة الكركم من البذور، يجب حفظ تلك البذور تحت القش الرطب لفترة، وتركها حتى تبدأ بالإنبات قبل زراعتها.
– يعتمد ري الكركم على نوع التربة والظروف المناخية بالإضافة إلى كمية الهطول المطري لضمان توفير احتياجات النبات.
حصاد الكركم
يُحصد الكركم عادةً بعد مرور 9 إلى 10 أشهر على زراعته، ويتم التعرف على جاهزيته للحصاد من خلال بعض العلامات مثل اصفرار الأوراق السفلية، جفاف سيقانه وسقوطها، كما يمكن أن يلجأ المزارع إلى الحفر بحذر بجانب النبات لفحص الجذور واستخراجها حسب الحاجة، مما يتيح له الاستفادة من المحصول تدريجيًا دون الحاجة إلى اقتلاع الجذر بالكامل.
