للمزارعين.. هل الرماد مفيد للتربة الزراعية؟

يعتبر التسميد بالرماد من الأمور فائقة الأهمية لتحسين صحة النباتات والأشجار، نظرًا لما يحتويه من عناصر غذائية غنية ومتنوعة، ويُسهم الرماد في تعزيز نمو النباتات والأشجار بشكل ملحوظ، إلى جانب دوره الفعّال في مكافحة الأمراض الفطرية والحشرات التي قد تؤثر سلبًا على صحة النبات، كذلك يوفر الرماد للنباتات والأشجار العناصر اللازمة لتحقيق توازن مثالي ينعكس على جودة الطعم والرائحة.
التسميد بالرماد
التسميد باستخدام الرماد يلعب دورًا حيويًا في تعزيز صحة النباتات، إذ يساعد في إعادة تدوير العناصر الغذائية التي كانت موجودة في النبات وإعادتها إلى التربة.
فالرماد يحتوي على مجموعة متنوعة من العناصر المهمة مثل البوتاسيوم والفسفور والحديد، إلى جانب بعض العناصر النادرة التي تساهم في تحسين نمو الأشجار والنباتات والخضروات. إضافةً إلى ذلك، فإن العناصر الموجودة في الرماد تُمتَص من قبل النباتات بشكل أكثر كفاءة مقارنةً بالأسمدة المصنعة.
فوائد الرماد للتربة الزراعية
ويُعد الرماد ذا فوائد عظيمة في مكافحة مختلف الأمراض الفطرية والحشرات، كما يُعتبر حلاً فعالاً ودعماً قيماً للتربة الضعيفة، حيث يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي تحتاجها لاستعادة قوتها.
بالإضافة إلى ذلك، يشكل الرماد عاملاً أساسياً لإنقاذ الأرض المزروعة بالأشجار والنخيل، إذ يكفي استخدامه مرة واحدة سنويًا أو كل عامين لتحقيق نتائج ملموسة.
النباتات التي يمكن تسميدها بالرماد
لا يمكن التقليل من أهمية تأثير الرماد على التربة، خاصةً عند استخدام الجير الحي الذي يتميز بقدرته العالية على الذوبان، هذا القابلية قد تؤدي إلى خطر حقيقي يتمثل في الإفراط في قلوية التربة.
فعندما يتم توزيع الرماد بشكل مفرط، قد ترتفع قيمة الرقم الهيدروجيني للتربة بشكل كبير، ما يسبب اضطرابات في كيمياء التربة ويمنع النبات من امتصاص العناصر الغذائية الضرورية، أو يعيق نموها، وقد يؤدي إلى موتها لفترة زمنية معينة، هذا التأثير يكون ملحوظًا بشكل خاص في النباتات التي تعتمد على التربة الحمضية، مثل الرودودندرون، العنب البري (فاكينيوم ميرتيلوس)، التوت السحابي (جولثريا)، السرخس والعديد من نباتات الغابات المعمرة.
أما النباتات التي تفضل التربة الغنية بالجير أو تحتاج إلى مستويات مرتفعة من الكالسيوم، فهي قادرة على تحمل الرماد بشكل أفضل، بل قد تستفيد منه لتعزيز نموها.
كيفية التسميد بالرماد
نظرًا للتأثير القلوي القوي للرماد، من الضروري إجراء اختبار الأس الهيدروجيني للتربة قبل استخدام الرماد كسماد، إذا كانت تربة حديقتك حمضية بشكل طفيف، محايدة، أو حتى قلوية إلى حد ما، فإن استخدام الرماد يتطلب حذرًا شديدًا أو قد لا يكون مناسبًا على الإطلاق.
في مثل هذه الحالات، قد يؤدي وصول الرماد مباشرة إلى أجزاء النبات إلى حرق أنسجته. وبما أن رماد النبات لا يحتوي على النيتروجين أو المواد العضوية، فمن المهم دعم التربة بتسميد إضافي للوفاء باحتياجات النباتات. الأسمدة العضوية التي تعمل على المدى الطويل تعتبر الخيار الأمثل في مثل هذه الحالات.
عند استخدام الرماد، احرص على نثره فقط في ظروف خالية من الرياح لتجنب الإضرار بالنباتات الحساسة للجير في أماكن مختلفة من الحديقة. ارتدِ القفازات أثناء التعامل مع الرماد، حيث إن تأثيره القلوي قد يضر البشرة. يمكن تقليل انتشار الغبار الناتج عن الرماد من خلال ترطيبه قبل الاستخدام. كما يُفضل ري التربة فور وضع الرماد لتحسين الامتصاص وتقليل الأضرار.
تجنب دمج الرماد مع الأسمدة التي تحتوي على الأمونيوم مثل السماد الطبيعي أو السماد السائل أو الأسمدة النيتروجينية المعدنية، لأن ذلك يؤدي إلى إنتاج الأمونيا الغازية التي قد تضر بالنباتات. وبالمثل، لا تجمع الرماد مع الفوسفات المعدني أو الأسمدة المحتوية على الفوسفات، حيث ينتج عن ذلك تكون فوسفات الكالسيوم الذي يصعب إذابته والذي يصبح غير قابل للاستخدام من النباتات.
من المهم أن تتذكر أن معظم تربة الحدائق لا تحتاج إلى إضافات من الجير أو الكالسيوم، لأن عنصر الكالسيوم طبيعي الوجود في أغلب المواقع. عادةً ما يكون استخدام رماد الخشب أو الجير ضروريًا فقط للنباتات التي تتطلب الجير بشكل خاص أو للتربة القائمة على الخث التي تفتقر بشدة إلى الكالسيوم بعد فترة. الخث الطبيعي يحتوي على كمية قليلة جدًا من الكالسيوم، لذا تحتاج تربته للتعديل بعد مرور سنوات لزراعتها بشكل مستدام.